المرأة بين العبودية و الحرية
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( ت 21 ر 4 ل 78 و 09 و25 ) حقوق النشر محفوظة
طبيعة المرأة في حياتها الاجتماعية
نتحدث عن طبيعة المرأة في حياتها الاجتماعية ما قبل الاسلام وما بعد الاسلام و ذلك في العصور الوسطى وكذلك ما قبل الثورة الفرنسية فان المرأة كانت مورد سخط المجتمع فانه بالنسبة إلى ما قبل الاسلام كانت مضطهدة لا ينظر إليها نظرة احترام وتقدير بل ينظر اليها نظرة الحيوانات يستفاد منها جنسيا تعامل معاملة الحيوانات من حيث الطعام و اللباس قد وصل بها الامر إلى ان الرجل اذا مات تدفن معه وهي حية او ما يحدث في الهند والدول الآسيوية انها تغسل رجله ولا تأكل معه في الطعام وتكون واقفة طيلة ما هويا كل تظلل عليه وانه اذا هاج البحر حسنوا فتاة جميلة والقوها في البحر حتى يهدأ البحر.
كما انه اذا جئنا إلى المجتمع الغربي يرى المرأة نظرة الاحتقار والازدراء ويحاسبها محاسبة الطبقات العادية بل ينظر اليها نظرة الخدم والعبيد وكانت المرأة تباع وتشترى يصطلح عليها بالجوارى وكان في العصر الجاهلي انها لا تورث وكانت بموت الاب تكون من نصيب الولد الاكبر بالاضافة إلى وأد البنات هذا عرض تاريخي مقتضب لأجل الاشارة الاجمالية للحالة الاجتماعية في العصور القديمة ما قبل الاسلام.
نظرة الاسلام للمرأة
اما نظرة الاسلام للمرأة فيقول المرأة ريحانة لا قهرمانة وكان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهيوصى بالمرأة خيرا واخراجها من العبودية والاسترقاق وانها تملك زمام امورها من غير مزاحم ولا يجوز سلب حقوقها وانما لها السيادة في الحقوق الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية الا انه يعطيها بمقدار استعدادها الذاتي وبمقدار ما تحمله من المسؤولية كما انه لا يصح ان يعطيها اكثر من استعدادها وقدرتها فلو اعطاها اكثر من ذلك لكانت مورد الانانية والتعالي الذي ربما لا يتحملها ظرفها واستعدادها.
فمثلا عند ما منعها ان تمارس الشهادة في رؤية الهلال فان ذلك حكم للغير و هي بحسب مزاجها ربما تقع في الطمث والوحام والنفاس وبذلك فنظرتها للهلال قد تخرجها عن طبيعة التركيز ولو قدر عدم مطابقة رؤيتها للواقع فان ذلك موجب لعدم احراز الموضوع والحكم تابع للموضوع وجودا و عدما وانه لابد من احرازه لكن لا يمنع ان تفطر على رؤية الهلال إذا شاهدته بنفسها لنفسها لا لغيرها.
او عند ما اخرجها من ولاية الا بناء في ماوراء ثلاثة سنوات للولد والسبع للبنت فان دور الاب يمثل الحاكمية والسلطانية في ناحية قوة الارادة وهذا بالنسبة إلى المرأة وان مارسته الا من نوع التصنع وخلاف الطبيعة كما انه لا تكشف عن طبعها وانما مقتضى مزاجها تتحكم فيه العاطفة والتأثر في عوامل الانفعالات فالاسلام اذا اجرى الاحكام فانما يعطيها على نحو تناسب المقتضي مع المقتضى ويأخذ في يد الانسان بنحو جرعات الدواء للمريض.
فالاحكام التي يمارسها للرجل جرعات مفيدة تناسب طبعه ومزاجه.
فلا يمكن ان يعطيها بنفس ما تحمله المرأة فان ذلك خلاف الحكمة.
و اذا جئنا إلى مثل نظرية المواريث فالشريعة الاسلامية نظرت إلى المرأة بما انها مكفولة المؤونة من قبل زوجها بالانفاق عليها من حيث المسكن والمطعم والمشرب و الكسوة اللائقة بحالها واذا مات زوجها اخذت الثمن و تكفل ابنها بمعيشتها واذا مات والدها اخذت نصف الولد و بعين ذلك واقعة في ضمان معيشي من قبل زوجها و ابنها و اذا مات ولدها اخذت منه نصف السدس.
فاذا جمعنا مالها غير ما يتكفلها ابناؤها تكون مرفهة الحياة قد ادخرت مالاً كثيرا ربما يكون اكثر من الولد فعليه قد اصبحت المرأة في ضمان اجتماعي متواصل ولم تكن في حاجة حتى تمد يدها إلى الآخرين.
حياة المرأة في الغرب
و اذا جئنا إلى حياة المرأة في الغرب فقد القوا عليها شعار الحرية والبسوها لباس الا بتذال وكشفوا سترها وحجابها وجعلوها امام شاشة المصورين فاذا كانت المرأة جميلة في سن فتوها نشروا علميها حلل الالقاب الفارغة واخرجوها عن سمة الاحتشام و التقدير إلى ساحة الميوعة والخلاعة تسهر الليالي و تاتي مترنحة في الخمرة و قد انخار قواها بينما الاسلام البسها حلل نواميس العفة والجمال الحقيقي والبسها لباس الاحتشام والوقار واطلق عليها بالريحانة انها تشم وتجعل في محلها اللائق بها من غير أن يفرغ عليها الفاظا فارغة مجردة عن الحقيقة أو يطلي عليها بالفاظ خداعة جوفاء فارغة اللباب.
الاسلام و اعطاء حق الحرية للمرأة
واعطاها الاسلام حق الحرية بعرض افكار وثقافتها وممارستها دور التعليم ونشر الافكار العلمية ومناقشتها وكان الاسلام ينظر إلى الرجل والمرأة في الميزان العلمي نظرة واحدة وفرض عليهما العلم وقال طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة وانما اراد لكل منهما ابراز مواهبهما وطاقاتهما وان بلغت المرأة مراحل الطموح فان ابراز الطموح و المواهب شيء وتبادل الحقوق شيء آخر.
و اذا كان هناك مفارقة فسيولوجية بين المرأة والرجل فذاك في الوجود التكويني لكن في المسألة الحقوقية فانها السيدة المطاعة في بيتها واسرتها ولها دور الحاكمية و انها المربية لاسرتها وللاجيال.
فاذا كانت المرأة تحمل طاقة العاطفة وتحمل شحنة الانفعالات فذاك لمقتضى طبيعتها و غريزتها وملاءمة مزاجها وتناسب استعدادها الذاتي كما ان الرجل اذا امتلك قوة الاراده والبت في الحكم او ما يعبَّر عنه بقوة التحكم والقوة العاقلة فذاك ايضا مرتبط من حيث استعداد الرجل فسيولوجيا وادراكيا.
و اذا جمعنا بين غرائز المرأة مع غرائز الرجل والمميزات في كل منهما نخرج بنتيجة التعادل في الصفات والتوازن في الجانب الاجتماعي والاقتصادي والنفسي فانه بالنسبة إلى التعادل في الجانب الاجتماعي تحصل الاستقامة في المجتمع الاسري لكي ينطلق منه إلى المجتمع الكبير وكل ذلك حصيلة المعادلة ايضا بين التشريع والتكوين وان ما يحدث من تعادل يتكون منه نظام السنن التكوينية بين الرجل والمرأة كما يرتبط هنا بالتعادل في النظام التشريعي ايضا حيث يثبت دعوتة في الحركة الاجتماعية.
و على أي حال فلابد ان تدرس المرأة من عدة جوانب النفسي والاجتماعي والاقتصادي و البيولوجي.
المصدر بحث رقم ( 169 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري
تحياتي